يشكل الشال بالنسبة للشباب أناقة مختلفة خلال أشهر الشتاء عن بقية الشهور الأخرى وبرغم ارتداء هذه الغترة الصوفية في معظم مناطق الخليج، إلا أن الذوق المحلي يختلف في انتقاء الشالات عن الذوق في بقية الدول. ففي الإمارات يختار الشباب التطريز النحيف الناعم، بينما أهل السعودية يختارون «البصراوي» وهو الشماغ الأبيض بمربعاته الحمراء، بينما يختار القطريون التطريز العريض، ويقبل شباب سلطنة عمان على الشال معظم شهور السنة، لكن مهما تعددت وتنوعت أشكاله وألوانه تبقى هذه الأناقة التي يتزين بها الشباب في الشتاء بحثا عن الدفء والوجاهة في آن واحد برغم ارتفاع أسعاره.
الكشميري
لثمن هذه الغترة الشتوية الباهظة قصة رغم أنها ببساطة ليست سوى نوع من أنواع شعر الماعز، ولكن هذا الشعر يتميز بنعومته الفائقة الشبيهة بالحرير من ناحية، وبقدرته على تدفئة الجسم في أيام البرد القارس من ناحية أخرى.
إلى ذلك، يقول عبدالرزاق قمبر، بائع في أحد المحلات، تتنوع أنواع الشالات الشتوية بالنسبة للرجال، فمنها الرخيص والغالي بحسب تطريزاتها وقطعة القماش، لكن يبقى الشال الكشميري هو الأفضل تنوعا عند الشباب الذي يتوزع بين اللون الأبيض والبني والرمادي.أضاف ما يميز ألياف الكشمير ليونتها وخفة وزنها وقدرتها العالية على التكيّف، وسهولة تشكيلها، وما يبرر ارتفاع أسعار الأنواع الجيدة من غتر الشال هو الصعاب التي يخوضها منتجوها، حيث يُجمع الكشمير بطريقة محترفة ودقيقة، إذ ينتزع المزارعون من الماعز شعره يدويا من خلال استخدام مشط خشن كفيل بسحب الألياف، ويقوم هؤلاء عادة بهذه العملية لمدة أسبوعين في موسم الربيع، وهو موسم سقوط شعر الماعز طبيعياً.ولا تنتهي العملية هنا، إذ بعد غسل الألياف يقوم هؤلاء بإزالة الشحوم الحيوانية، والأوساخ والشعر الخشن من جزة الصوف، ثم يُغزل الكشمير النقي ويُزركش يدوياً ليتحوّل إلى «غتر الشال»، لافتا إلى أنه يستورد التجار غتر الشال من دول عدّة، أهمها باكستان التي أضحت أكبر منتج للكشمير الخام والهند، وباكستان، وإيران، وأفغانستان.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار هذه الغتر لا يعني عدم قدرة الطبقة الوسطى أو المتواضعة على لبس غترة الشال «الكشميرية» في موسم الشتاء، إذ يجد الراغب باقتنائها بعض الغتر المصنوعة من الكشمير غير النقي في بعض الأسواق الشعبية وتختلف أسعارها كلّ بحسب جودة ونوعية ومصدر المواد المستخدمة، إضافة إلى الدقّة في الحياكة والتطريز